المشاكل الأسرية وأثرها على الطفل
هناك العديد من التصرفات الغير مقبولة من بعض الشباب أو البنات، والتي قد تكون بسبب المشاكل الأسرية وأثرها على الطفل. حيث أن نسبة كبيرة من تصرفات الأهل تنعكس على تصرفات الأبناء لعدة أسباب بما في ذلك: اعتبار الأهل هم المثل الأعلى، والمصدر الأول في التعرف على العالم.
لذلك يجب معرفة كيف تؤثر المشاكل الأسرية على الصحة العقلية، والنفسية وتصرفات الأبناء، ومعرفة كيفية التعامل مع مثل هذه المشاكل.
جدول المحتويات
أنواع المشاكل الأسرية
تتعدد المشاكل الأسرية وتتنوع في أسبابها والنتيجة واحدة وهي؛ دمار الأسرة وترك اثر سلبي في نفسية وحياة الطفل.
وتظهر الصراعات الأسرية بين الوالدين، أو أعضاء العائلات من خلال اختلافهم في الأفكار ووجهات النظر. وقد تتمثل تلك الصراعات في شكل:
- خلاف عائلي لفظي؛ مثل أن يتبادل أفراد العائلة الألفاظ السيئة ووصف بعضهم بأبشع الصفات، أو إلقاء الاتهامات على بعضهم البعض. بالإضافة إلى الصراخ ونبرة الصوت المرتفعة.
- الايذاء الجسدي؛ حيث يلجأ الوالدان للعنف والضرب أثناء المشاكل الأسرية، أو تفريغ طاقة الضرب هذه على الأبناء دون اعتبارًا لطفولتهم ومشاعرهم.
- الايذاء المالي؛ وقد يبدو المصطلح غريبًا عند ارتباطه بالمشاكل الأسرية. إلا أن هذا كثيرًا ما يحدث خصوصًا في حالات الطلاق أو عدم اتفاق الوالدين. حيث يلجأ الزوج الى عقاب الزوجة من خلال حرمانها من الوصول للأموال. ولا يشعر أنه يعاقب أبناؤه بذلك.
- الايذاء النفسي، وكثيرا ما يظهر في حالة عدم قدرة أحد الوالدين على الاستمرار، ولكنه يكون مجبر لعدة أسباب منها وجود أطفال. ويتغلغل الايذاء النفسي للأبناء مما يؤثر في شخصياتهم وتفكيرهم.
لذلك يجب أن يلجأ الأهل إلى الوصول لحل النزاعات والصراعات الداخلية بطرق صحية. مع مراعاة نفسية أطفالهم التي تتأثر بهذه المشاكل، ويجدون صعوبة في الدخول في العلاقات الشخصية، أو الحفاظ عليها.
كيف تؤثر المشكلات الأسرية على الطفل
يمكن للمشكلات الأسرية أن تؤثر على الطفل بعدة طرق، وعدة جوانب تصل إلى الحياة العاطفية والمراهقة، وحتى فترة الشباب وما بعدها. حيث يعاني الطفل من صعوبات في التواصل، وحل المشكلات بطرق سليمة.
مما يؤثر في نقص المهارات الاجتماعية وتكوين العلاقات التي تحتاجها لكل مراحل الحياة. لذلك إليك كيف تؤثر المشكلات الأسرية على الطفل حيث تؤدي إلى:
مشاكل الصحة العقلية والنفسية
عند استمرار المشاكل الأسرية في وجود الأطفال فإنها تؤثر بشكل مباشر على مشاكل الصحة العقلية والنفسية لديهم بما في ذلك:
- الإرهاق العاطفي والذي ممكن أن يصل إلى الانطواء وفقدان القدرة على الاختلاط، والمشاركة في الاجتماعات العائلية.
- القلق والتوتر الزائد الذي قد يصل إلى الاكتئاب.
- الشعور بالوحدة وعدم الاهمية مما يجعل الطفل غير قادر على التفكير الايجابي وفقدان الثقة بالنفس.
مشاكل الصحة الجسدية
يتأثر الطفل بالمشكلات العائلية التي تضغطه نفسيًا، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل الصحة الجسدية والتي تتمثل في:
- القلق واضطرابات النوم.
- فقدان الشهية، ومشاكل الجهاز الهضمي نتيجة للتوتر والخوف.
- ضعف جهاز المناعة لدى الأطفال مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المختلفة.
- حالات مرضية خطيرة والتي تصل إلى ارتفاع ضغط الدم، وخطر الإصابة بأمراض القلب.
عدم القدرة على أداء الأعمال
تزداد خطورة المشاكل الاسرية واثرها على الطفل؛ حيث تؤدي إلى أكثر من اضطرابات في الأداء العملي للطفل على المدى القريب والبعيد بما في ذلك:
قلة التركيز وانخفاض الإنتاجية بسبب الانشغال بقضايا الأسرة، مما يتسبب في الفشل الدراسي، وفقدان الرغبة بالاهتمام بالمستقبل. وفي فترة الشباب يفشل في النجاح في العمل ويرتكب الكثير من الأخطاء. لذلك عليك تحفيز الطفل على الدراسة ومساعدته لبناء علاقة قوية معه.
أسباب المشاكل الأسرية
هناك العديد من أسباب المشاكل الأسرية والتي قد تبدأ قبل بداية العلاقة الزوجية، ومنها أسباب قد تبدو غير منطقية إلا أنها تتسبب في الكثير من الصراعات. ومن أجل حياة صحية وسليمة لأبنائنا يجب إيجاد حلول صحية لتلك المشاكل، لذلك يجب معرفة الأسباب أولا والتي قد تكون:
مشكلات نفسية في الطفولة
لا تتعجب، فكثير من المشاكل الأسرية تكون نتاج لمشكلات نفسية في الطفولة، وطريقة تربية خاطئة. حيث كان الزوج أو الزوجة الحاليين ضحية أسرة نشأت على الصراعات والمشكلات.
مما أدى إلى إنتاج شاب أو فتاة معقدين نفسيًا، أو متبلدي المشاعر ولا يمكنهم التواصل مع الآخرين. وبالتالي يكون هذا الزواج امتداد لزواج فاشل سابق، ونتوقع امتداد هذه السلسة إلى ما لا نهاية ما لم نبحث عن حلول.
مشاكل مالية
أغلب المشاكل والاسرية تكون ناتجة بسبب مشاكل مالية بين الطرفين. حيث قد تكون المشكلة على مقدار الأموال التي يتم إنفاقها، أو أنها غير كافية لمعيشة كريمة.
كذلك يمكن أن تكون بسبب عدم عمل الزوج، وعدم إحساسه بالمسؤولية. ومن هنا يبدأ كل طرف بإلقاء اللوم على الطرف الآخر حتى الطرف المخطئ.
التواصل غير الفعال بين الأسرة
يعد التواصل من العناصر المهمة في انجاحاي علاقة اجتماعية، وعلاقة الزواج أكثر تلك العلاقات التي تتطلب تواصل واتفاق. لذلك فإن التواصل غير الفعال بين الأسرة يؤدي إلى وجود صراعات ومشاكل متعددة. ويظهر ذلك من خلال:
- عدم القدرة على التعبير عن احتياجات أو مشاعر أي منهما بوضوح.
- تجاهل أحد الطرفين للآخر، وعدم الاستماع إليه مما يؤثر في الثقة والحب بين الطرفين.
- سوء الفهم وعدم منح بعضهما البعض فرصة للاستماع.
- عدم التفاهم والاتفاق على نفس الشيء، أو تنازل أحدهما من أجل الآخر.
أساليب التربية المتناقضة
من اشهر أسباب المشاكل الاسرية هي أساليب التربية المتناقضة للأطفال. فقد يكون أحد الوالدين حازم عن الآخر، ويتدخل الطرفين في طريقة كل منهما في التربية مما يسبب تشتت للطفل، فلا يدري إن كان معاقب أم لا. أم أن كان على خطأ أم لا.
ويحدث ذلك عندما تختلف وجهات نظر الزوجين تجاه موضوع ما، أو خطأ قام به الطفل. ويكون الطفل مقتنع أن أحدهما لن يعاقبه في حين الاخر سيفعل، ومن هنا يبدأ الطفل في عدم احترام أحد الطرفين، واكتساب التصرفات السلبية وعظم احترام الآخرين أو مشاعرهم.
كيفية حل المشاكل الاسرية وأثرها على الطفل
عند البحث عن طرق كيفية حل المشاكل الاسرية وأثرها على الطفل فمن الممكن اختيار أحد هذه الطرق، أو جميعها معًا:
الوعي العاطفي
حيث تتعلم كيف تتعرف على مشاعرك وتعبر عنها بالطريقة الصحيحة التي لا تضر من حولك. وبالتالي يمكنك التحكم في مشاعرك وتنظيمها. فعندما تشعر ببدء عاصفة داخلك، قم بأخذ نفس عميق وتحدث بنبرة محايدة.
يمكنك استخدام هذه الطريقة مع الطرف الآخر حيث تعطيه احساس بأنك تشعر به، وتمنحه فرصة لسماع ما عنده، واحترام مشاعره. من هنا يمكنكم البدء بوضع الأفكار السلبية بعيدًا عن النِقاش، وتبادل الاحترام في الحديث.
التواصل المفتوح
حيث لا يخاف اي من الطرفين من قول ما يشعر به، ويكون الطرف الآخر على أتم استعداد للاستماع، دون إلقاء الاحكام القاسية على بعضكم البعض.
ويمكنكم بدء نقاش سليم من خلال الاستماع دون المقاطعة حتى بالتواصل البصري، وعند سماع أحد الطرفين للآخر من الجيد أن يظهر الطرف الآخر التعاطف معه. هذه من شأنه تطوير الفهم لوجهات النظر.
وضع حدود للعلاقات
وضع حدود للعلاقات داخل الأسرة وخارجها من افضل الطرق لحل المشاكل الاسرية، خصوصًا في حالات تدخل الأهل وتسببهم في تلك المشاكل.
لذلك يجب أن تتم أمور المنزل داخل المنزل لا يعرف بها أو يتدخل فيها أحد من خارج المنزل حتى وإن كان أهل الزوج أو الزوجة. كذلك يجب احترام خصوصية الزوجة في منزلها دون التدخل في طريقتها في تربية أبنائها، أو دخول المنزل في عدم وجودها وما إلى ذلك.
وختامًا فإن أطفالنا أمانة، ومستقبلهم يعتمد على تربيتنا لهم، لذلك يجب العمل على حل المشاكل الاسرية وعدم السماح لها بالتأثير على حياة أبنائنا.
المصادر:
https://www.counselling-directory.org.uk/articles/understanding-the-impact-of-family-conflict
https://pas.familieschange.ca.gov/en/course/48-parental-conflict-has-negative-effects
